ديمقراطية مملكة الغربان
غراب
نعم إنهُ الغراب
كنتُ أحملُ دفاتري
سرقها مني وطار
وفي المرة الثانية
سرق مني أيامي
وقال :
لا يوجد أمرأة تتصدر الديوان
شقّ لي طريقي
وفرّ ليّ كل أساليب الحرمان
باعني في سوق الغفران
مقابل ستة قضبان
ولأنني كنتُ أرى
أرتطمتُ بالجدار
حريتي جدار
أنوثتي جدار
بقائي أو فنائي ... جدران
أضئت شمعة بأفكاري وذاتي
بخرتُ بخوراً للأنبياء الذين
كفوا عن الأبصار
وأيامي المبعثرة جمعتها
لأهديها لمتسول
كان يتسول الحياة
لم يبقى لي سوى الأقلام
احلام
تسلقتُ النور... خطوة خطوة
وفي الزمن السابع رأيتُ حمام
يبكي غلطة
مددتُ له كفي
رأى فيها دموعي... بكى
ولكنه كان يبكي غلطتي
حاول أن يمسحَ الغبار عن جبهتي
والدخان من رئتي
حكمّ عليه إما بالنفي
الى مملكة الغربان
وإما قص الجناحين
والتوقيع على ما لا يراه
وكان الأثنان
مع هدم مرافئ الذات
وشك الغراب
بأن ذات الجدائل كافحت السحاب
وحلقت وشاهدت السماء
فجنّ جنون القبيلة
إمرأة تطعنُ في الرجولة
تفطمُ إبنتها على قصيدة
وتحيلها خميلة
تقرأ كل اسفار الكفر
وطلاسم الجان
كأنها تنشدُ ترتيلة
لا ... قفي بجانب الصخور
لا تتمردي
يردد الغراب :
تحولي الى رماد
وأرتدي ثوب الحداد
على قطار مضى لن يعود
وعلى حمام سيفيقُ للموعود
سيان ..... سيان
إن كنتُ قصيدةُ أو تذكار
الكل مثواه الدار
هذه ديمقراطية مملكة الغربان
كانَ ولم يزل
غرابُ يقتاتُ
غربة الأيام
تغريد العقراوي
من ديوان
ديمقراطية مملكة الغربان
لا يوجد حالياً أي تعليق