لا تسأليني اليوم يا أمي
عن أحوالي
لا تسأليني اليوم يا أمي
ماذا حل بداري ?
من حرق الزرع في البستان ؟
من قطف الثمارِ ؟
من قتل الشباب في الميدان ؟
من أشعل في البيت ناري ؟
رماننا يبدأ من زهرة
بيوتنا تقصفها الصواري
ظلنا يسكن داخل وردة
تفاحنا تلاحقه البراري
دمائنا الآن مستباحة
أشلاؤنا تنهبها الضواري
كل شيء ينذر بالخراب
يأتيني ويقتحم أسواري
يحرق شعاع الشمس
يدق الباب يسأل عن حصاري
من يطفئ بريق الماس ؟
من ينزع من يدي سواري ؟
لا تسأليني اليوم يا أمي
فالشمس قد شنقت بداري
من يزرع الفزع الرهيب ؟
من يجتث جذور أشجاري ؟
أسئلة حائرة تبحث عن جواب
تنبش في رأسي .. وفي أفكاري
ليلنا من ألف عام أحمق
يسحقني .. ويقتل أطفال جاري
يا أمي لا تحلمي بالغد
فالشمس قد غربت عن دياري
يا أمي لا تسألي عن أمس
فالأمس قد ماتت كل أزهاري
متى تعودي يا مصر من بعد الغياب ؟
من بعد خنقة الحصارِ ... والدمارِ
كل شئ فيكِ اليوم يا مصر
رهن الممات حتى في أشعاري
شمسنا من ألف عام قد غربت
ولن تعود الشمس في الأعصارِ
samir