قرأت في كتاب الذكريات
عن قصص العاشقين
عن ليلى العامرية وقيس
عن جميل وبثينة
عن قيس ولبنى
عن عنترة العبسي مع عبلة
وحكم القبيلة وليالي الشتات
أيام كان الحب العذري
مقبرة العاشقين ودرب الممات
هناك كانت قصصهم في الذاكرة
وأنا ارتحل معهم بين سطور الكلمات
تحت السماء والقمر وليل السمر
في بيداء عامرة بالحب والحكايات
هذا هو الحب الذي لا نعرفه الآن
ونهاية العاشقين تحت الثرى رفات
اليوم ندعي الحب في قلوب من حجر
فكم عاشقاً في هذا الزمان من الحب مات
كم تمنيت أن اعيش في هذا الزمان
ارعى مع الرعيان وأقرض الشعر ساعات
أكتب عن الليل والقمر والنجوم الراحلات
وسماحة في النفس تغلفها البساطة والأمنيات
امتطي فرسي وارتحل بين الربوع
في مضارب العشق محمل بالزفرات والآهات
أين نحن الآن من هذا الحب ؟
لم نرى القمر منذ أعوام في السماء
ولا النجوم العاديات
كل ما نراه الآن سحاب دخان
في ثوب سواد القلوب الغافلات
من منا الآن يهنئ بالسكون
وكل شيء يباع ... حتى القلوب العاشقات
أين سوق عكاظ حيث الشعر والشعراء ؟
أين المتنبي وزهير وجرير والفرذق والمعلقات
أين سوق عكاظ حيث الشعر والشعراء ؟
أين القناعة والوداعة ... وعذوبة الكلمات
أصبح البشر سلعة تباع هنا .... وهناك
تباً لهذا الزمان ... وتباً للنت والشات
ماتت الاحلام ... مات نبض القلب
ما عاد إلا الغباء نملكه ف الليالي العابرات
لا رحمة نبتغي فيما بيننا
وكيف تكون الرحمة في قلوب قاسيات
الكل في غرفة الإنعاش ينتظر
الجميع فاقد الوعي يرقد في سبات
نحيا ونخرج من الحياة كما دخلنا
لا نعرف الحب إلا من حكايا الروايات
نقرأ قصص الحب ولا تحرك بالوجد ساكنة
كيف يكون الحب في زمن رهن الممات ؟
samir