هلْ للبكاء ِمواسمٌ حقاً ?
و كيفَ الصدرُ يقهرُهُ النشيجْ؟
و لأينَ تأخذُني بعيداً
هذه المدنُ الغريبةُ
حينَ تختلجُ الشفاهُ
و يقسمُ الروحَ النحيبْ؟
و لماذا يهزمُني السؤالْ
مِنْ أينَ تنبثقُ الدموعْ ؟
مِنْ أينَ تنبثقُ الدموعْ ؟
هلْ خبَّأتْها كفُّ أمي
حينَ فاجأهَا المخاضُ
فلَمْ تجدْ بي مخبأ ًغيرَ الضلوعْ ..؟
و لماذا تندفعُ الدموعُ كأنها
قطعانُ أيامي تفرُّ مِنْ الحريقْ
أو بعضُ أحلامي تموتُ بكبرياء ٍ
حينَ باغتَها الخضوعْ …
ساعاتُ يومِي خائفاتْ
والبردُ و الليلُ الطويلُ يعربدانْ
و الحزنُ أتقنَ كلَّ أشكال ِالرجوعْ
خفقاتُ قلبي مثلُ طفل ٍبالعراءْ
نسيتهُ أمهُ.. للسرابِ .. و للذئابِ
وللدموعْ
من أين تنبثقُ الدموعُ ؟
مِنْ أينَ تنبثقُ الدموعْ ؟
و بأيِّ حقٍ يدهمُ العمر َالأسى ؟
مِنْ أينَ للعينين ِلونُكَ يا .... ؟
و القلبُ كيفَ يراقصُ لحن المدى ؟
و برغم ِإذعان ِالركوعْ
و رجاءِ آلاف ِالشموعْ
تأبَى المرارةُ أن تبوحْ ..
مِنْ أينَ تنبثقُ الدموعْ ...