في كل عام ننتظرك يا رمضان
تزهو بنور وجهك الوضاء
تحمل تباشير الخير رحمة ودعاء
تغسل هموم القلب
في قلوب أجهدها البكاء
تحتاج إلى هدوء النفس
لتهزم الليالي السوداء
ما بين صلاة وتهجد
وترتيل القرآن تقرب لله نداء
لكنك هذا العام جئت يا شهر الخير
ومصر مخضبة بالدماء
في كل بيت أم ثكلى
وأب يحتاج للدواء
على فقد أبن غالي
كان درة البيت وعريس السماء
لم نشعر بمقدمك يا رمضان
وقطار الفرح رحل في حلة سوداء
كيف نزين قلوبنا المكلومة
وفي كل بيت عزاء
هل هذا هو إسلامنا ؟
عذراً يا من ترتدون بزة الأسلام إدعاء
آه يا مصر يا بلد الالف مئذنة
أين صوت الآذان يعلو في الفضاء ؟
تحشرج صوت المؤذن
وتلعثم الصوت والنداء
ما عدتِ يا مصر كما كنتِ
وما عاد بالنيل ماء
جف ضرع أمي ومات الوليد
وكيف لأمي البقاء ؟
يا مصر أصابتك شيخوخة جدي
وأقترب الموت يا بلدي من لياليكِ العمياء
ماذا أصاب أبناءك ؟ وأنتي
كنتِ للشمس ذراع وللزهر ماء
أين ذهب وجهك الصبوح
وتوبة الصدق نزعت الرداء
يا مصر أفيقي من غفوتكِ
الوقت داهمنا والدرب للأمل رجاء
يا أمي أنهضي من سباتك
فأبناءك بين الضياع والشتات وعاء
الكل ينهل منه في سكرة
والخمر مسموم بشيطان الاحتساء
آه يا رمضان عذراً
كيف أبتهج بمقدمك ويدي ملوثة بالدماء ؟
لو كنت أضمن من عمري برهة
لطلبت منك أن ترحل العام رجاء
لكنني كنت أبتهل ربي مبلغه
كي أطهر القلب والنفس سواء
آه يا رمضان بداخلي طفل يصلي
على جثمان شاب لم يدفن قتله الغباء
samir