"شوق وحنين"
بكت أمامي ...فبكيت قلت ما يبكيك حبيبتي ..فانا ما تكلمت
قالت : لا اعرف إني لما رأيتك نزلت دموعي وبها ما تحكمت
قلت والدموع بعيناي :لما البكاء هل انا في حقك قصرت؟
قالت : لا ...انها دموع فرحتي فكم لك أشتقت
قلت : كفاكي دمعا..وفي حضنها ارتميت
قالت :ما أجمل احضانك ...لا تترك حضني حبيبي والا انتهيت
قلت : لا تخافي فكم اشعر بدفء حضنك فمن حنانه ما شبعت وما ارتويت
قالت وبكائها يزيد :أخاف ان تتركني يوما فانت حياتي وغيرك لحياتي ما تمنيت
قلت : لا تخافي ...لما الخوف ؟ نحن الان سويا ولن يفرقنا الا الموت
قالت وقد ضمتني بكل قوتها : حتي الموت لن يفرقنا .. .ليتي قبلك اكون لقبري قد سبقت
قلت ودموعي تنهمر :حبيبتي يجب ان اغادر الان فعن عملي قد تاخرت
سانهي اعمالي واعود لحضنك...انتظريني كما منك تعودت
قالت : حسنا...سأنتظرك فكم لك انتظرت
وساتحمل لوعة الانتظار بشوق لك فكم في بعدك اكتويت
فقبلتها قبلة بين عينيها فتركتها وغادرت
ففتحت أنا الباب ..فقالت انتظر حبيبي ...سمعت صوتها فوقفت
ثم كررت النداء...فقالت ايا حبيبي ..سمعت صوتها ...ثم ناحيتها استدرت
فلما نظرت إليها ...جرت نحوي وانا واقف في مكاني ما تحركت
ففتحت لها ذراعي ...وفي حضنها ارتميت
فات وقت العمل ومضي اليوم وانا في حضنها وبالوقت ما شعرت
اذكر كل ذلك يا أولادي وكأن أمكم معي الان بين جدران هذا البيت
ان كانت أمكم رحلت بجسدها فهي بيننا الان تسمع ما قصصت عليكم وما حكيت
فبكي ابني وقال : يأبي يا أبي هل صحيح ان امي تسمعنا وترانا كما قلت
قلت : نعم ...بني إنها معك دائما وترعاك أينما كنت
---
بقلم الأديب
محمد عيسى
لا يوجد حالياً أي تعليق