عازفة الناي
..........
كانت تتمايل بالأنغام ..
بين الأنسام فتشجينا
وكنا رفاقا يجمعنا ..
ليل السمار .. محبينا
كل يشتاق لمن يهوى ..
كل يتغنى بالنجوى
والدنيا بصحبتنا حلوة ..
لاشيئ آخر يلهينا
..........
كانت بدموع تطربنا ..
وتقربنا .. وتباعدنا
من هذا الواقع أوعنه ..
ومن الأحلام تهدهدنا
..........
عيناها .. لم تترك وجهي ..
ظلت بالصمت تراقبني
وتدور كأمواج حولي ..
وآهات الناي تعاتبني
عن شيئ كنت سأنساه ..
مابين النفس يعذبني
ذكرى قد مرت ..أوضاعت
بفراغ الليل وتطلبني
..........
أحسست بأني أعرفها ..
ماذا لو أني أحدثها؟
وفضول في دمائي يجرى
أتكون هي؟ أبدا كلا ..
فمحال من ماضي تأتي
وتثور جروفي على ثغري..
بحنين رحت أسائلها
من أنت؟ قالت ..لاجدوى..
أن تعرف إسمي ولم تدري ..
أني أحببتك في يوم ..
ووهبتك أيامي وعمري
لكن ولأني لم أرقى ..
لهواك ولم يشفع صبري
أبدلت هواي بعابثة ..
لم تحفل مثلك بدموعي
أوتعرف شيئا عن قهري
ورحلت كما يوما جئت ..
لكني الآن هنا .. عدت
أتقوت من ناي يبكي ..
يحكي مامر بأيامي
من حزن .. شوق
أرهقني
مابينك ..بيني ومزقني ..
لكني أبدا .. مانسيت
..........
رباه .. إنها حقا هي
..........
وقعت أحداث هذه القصة بالفعل ..في وقت كنت فيه شابا صغيرا ..والتقيت ببطلتها ..عازفة الناي وقد مر على أحداثها خمسة عشر عاما ..تغيرت ملامحها بعد تلك السنوات بالفعل ..فلم أعرفها..ولكنها عرفتني..فأنا لم أتغير أبدا..ومازالت ملامحي كما كانت ..فلم تترك الأعوام أثرا على وجهي ..ولكنهاتركت آثارا بروحي..وبقلبي ..حاولت أن أسترضيها وأمازحها وأعتذر لها على جرحي القديم المؤلم ..لكنها رفضت إعتذاري.. وإنصرفت باكية ..وإنسابت دموعي أنا أيضا.. وندمت حيث لاينفع الندم
بقلم
محمدعبدالرحيم
لا يوجد حالياً أي تعليق