مجلة زهرة الصبار الأدبية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة متخصصة في الشعر والخواطر والفنون


آخــر المواضـيع
التــاريخ
بواسطـة
2024-09-26, 9:48 am
2024-09-23, 9:43 am
2024-09-17, 10:28 am
2024-09-14, 12:19 pm
2024-09-07, 12:38 pm
2024-08-25, 10:43 am
2024-08-19, 10:29 am
2024-08-08, 12:19 pm
2024-08-07, 9:37 am
2024-08-03, 3:06 pm
2024-07-25, 7:08 pm
2024-07-21, 12:04 pm
2024-07-13, 8:35 am
2024-07-01, 10:24 pm
2024-06-27, 7:06 pm
2024-06-22, 7:49 pm

















    الأسراء والمعراج

    زهرة الصبار
    زهرة الصبار
    الأديبة منى الجلاد
    الأديبة منى الجلاد
    جائزه احلى عضو انيق في الكتابه
    وسام الكاتب الحصري

    mms : الأسراء والمعراج 67810
    لوني المفضل : Pink
    المهنه : كاتبه
    الهوايات : الكتابه
    انثى الابراج : السمك
    المشاركات : 1828
    نقاط : 4500
    .نعم
    تاريخ التسجيل : 04/02/2011
    . : كتابة الشعر والخواطر
    06072011

    الأسراء والمعراج Empty الأسراء والمعراج

    مُساهمة من طرف زهرة الصبار


    بسم الله الرحمن الرحيم

    {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ
    الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
    لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }

    [الإسراء:1].



    مقدمة

    إن المؤمن الجاد في إيمانه لا ينكر أبدا إمكانية الإسراء وهو مؤمن بقدرة الله القادر المقتدر:
    إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون [يس:82].

    المؤمن الجاد في إيمانه لا ينكر أبدا إمكانية الإسراء والمعراج
    وهو يقرأ في كتاب الله عز وجل أن الله تعالى أنزل عبدين من عباده من
    السماء إلى الأرض ورفع عبدا من عبيده من الأرض إلى السماء أنزل آدم وزوجه:
    قلنا اهبطوا منها جميعا [البقرة:38].

    ورفع عيسى عليه السلام: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [آل
    عمران:55]. فكيف نستكثر على رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يعرج به
    مولاه ؟

    المؤمن يقرأ في كتاب الله عز وجل أن الله تعالى وهب عبدا من عباده القدرة
    على نقل عرش ملكة سبأ من جنوب اليمن إلى أرض فلسطين في غمضة عين: يا أيها
    الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا
    آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من
    الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من
    فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر [النمل:38-40].

    فإذا كانت هذه قدرة عبد فكيف بخالقه وإذا كانت هذه إمكانية موهوب فكيف بالواهب سبحانه ؟

    إن من الحقائق العلمية أن القوة تتناسب تناسبا عكسيا مع الزمن فكلما زادت
    القوة قل الزمن فكيف إذا كانت القوة هنا هي قوة الحق سبحانه ؟ لذا جاء في
    بعض الروايات أن النبي عليه الصلاة والسلام أًسري به وعرج وعاد وفراشه لم
    يزل دافئا عليه الصلاة والسلام .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    فما الإسراء والمعراج ؟ وما صفته ؟


    أما الإسراء:

    فهي رحلة أرضية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس.


    أما المعراج:

    فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من
    بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار
    السماوات والأرض سبحانه.

    وينبغي أن تعلم :

    أن الإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معه واستدل العلماء على ذلك بقول رب العزة سبحانه:
    سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1].

    والتسبيح هو تنزيه الله عن النقص والعجز وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم ولو
    كان الأمر مناما لما كان مستعظما ثم بقوله تعالى : بعبده والعبد عبارة عن
    مجموع الجسد والروح .


    لقد كانت رحلة الإسراء اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم ،
    وفرصة لمشاهدة النبي – صلى الله عليه وسلم - عجائب القدرة الإلهية ،
    والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة ، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم
    يصل إليه بشرٌ قطّ ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه ،
    وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه .


    فقد شهدت الأيّام السابقة لتلك الرحلة العديد من الابتلاءات ، كان منها موت
    زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، والتي كانت خير عونٍ له في دعوته ،
    ثم تلاها موت عمّه أبي طالب ، ليفقد بذلك الحماية التي كان يتمتّع بها ،
    حتى تجرّأت قريشٌ على إيذائه – صلى الله عليه وسلم – والنيل منه ، ثم زادت
    المحنة بامتناع أهل الطائف عن الاستماع له ، والقيام بسبّه وطرده ، وإغراء
    السفهاء لرميه بالحجارة ، مما اضطرّه للعودة إلى مكّة حزيناً كسير النفس .


    ومع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان ، كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في
    أمسّ الحاجة إلى ما يعيد له طمأنينته ، ويقوّي من عزيمته ، فكانت رحلة
    الإسراء والمعراج ، حيث أُسري به – صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى ، ثم عاد في نفس اليوم .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    وتبدأ القصّة عندما نزل جبريل إلى النبي – صلى الله
    عليه وسلم – بصحبة ملكين آخَريْن ، فأخذوه وشقّوا صدره ، ثم انتزعوا قلبه
    وغسلوه بماء زمزم ، ثم قاموا بملء قلبه إيماناً وحكمة ، وأعادوه إلى موضعه .

    ثم جاء جبريل عليه السلام بالبراق ، وهي دابّة عجيبة تضع حافرها عند منتهى
    بصرها ، فركبه النبي - صلى الله عليه وسلم – وانطلقا معاً ، إلى بيت المقدس
    .

    وفي هذه المدينة المباركة كان للنبي - صلى الله عليه وسلم – موعدٌ للقاء
    بإخوانه من الأنبياء عليهم السلام ، فقد اصطحبه جبريل عليه السلام إلى
    المسجد الأقصى ، وعند الباب ربط جبريل البراق بالحلقة التي يربط بها
    الأنبياء جميعاً ، ثم دخلا إلى المسجد ، فصلّى النبي – صلى الله عليه وسلم –
    بالأنبياء إماماً ، وكانت صلاته تلك دليلاً على مدى الارتباط بين دعوة
    الأنبياء جميعاً من جهة ، وأفضليّته عليهم من جهة أخرى .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    ثم بدأ الجزء الثاني من الرّحلة ، وهو الصعود في
    الفضاء وتجاوز السماوات السبع ، وكان جبريل عليه السلام يطلب الإذن بالدخول
    عند الوصول إلى كلّ سماءٍ ، فيؤذن له وسط ترحيب شديد من الملائكة بقدوم
    سيد الخلق وإمام الأنبياء – صلى الله عليه وسلم - .


    وفي السماء الدنيا ، التقى – صلى الله عليه وسلم – بآدم عليه السلام ،
    فتبادلا السلام والتحيّة ، ثم دعا آدم له بخيرٍ ، وقد رآه النبي – صلى الله
    عليه وسلم – جالساً وعن يمينه وشماله أرواح ذريّته ، فإذا التفت عن يمينه
    ضحك ، وإذا التفت عن شماله بكى ، فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – جبريل
    عن الذي رآه ، فذكر له أنّ أولئك الذين كانوا عن يمينه هم أهل الجنّة من
    ذرّيّته فيسعد برؤيتهم ، والذين عن شماله هم أهل النار فيحزن لرؤيتهم .


    ثم صعد النبي– صلى الله عليه وسلم – السماء الثانية ليلتقي ب عيسى و يحيى
    عليهما السلام ، فاستقبلاهُ أحسن استقبالٍ وقالا : " مرحباً بالأخ الصالح
    والنبيّ الصالح " .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    وفي السماء الثالثة ، رأى النبي– صلى الله عليه وسلم –
    أخاه يوسف عليه السلام وسلّم عليه ، وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بقوله :
    ( ..وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ) رواه مسلم .

    ثم التقى بأخيه إدريس عليه السلام في السماء الرابعة ، وبعده هارون عليه السلام في السماء الخامسة .


    ثم صعد جبريل بالنبي– صلى الله عليه وسلم – إلى السماء السادسة لرؤية أخيه
    موسى عليه السلام ، وبعد السلام عليه بكى موسى فقيل له : " ما يبكيك ؟ " ،
    فقال : " أبكي ؛ لأن غلاماً بُعث بعدي ، يدخل الجنة من أمته أكثر ممن
    يدخلها من أمتي " .


    ثمّ كان اللقاء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة ، حيث
    رآه مُسنِداً ظهره إلى البيت المعمور - كعبة أهل السماء - الذي يدخله كل
    يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون إليه أبداً ، وهناك استقبل إبراهيم
    عليه السلام النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعا له ، ثم قال : ( يا محمد ،
    أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها
    قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله
    أكبر ) رواه الترمذي .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    وبعد هذه السلسلة من اللقاءات المباركة ، صعد جبريل عليه السلام بالنبي–
    صلى الله عليه وسلم – إلى سدرة المنتهى ، وهي شجرةٌ عظيمة القدر كبيرة
    الحجم ، ثمارها تُشبه الجرار الكبيرة ، وأوراقها مثل آذان الفيلة ، ومن
    تحتها تجري الأنهار ، وهناك رأى النبي– صلى الله عليه وسلم – جبريل عليه
    السلام على صورته الملائكيّة وله ستمائة جناح ، يتساقط منها الدرّ والياقوت
    .


    ثم حانت أسعد اللحظات إلى قلب النبي – صلى الله عليه وسلم - ، حينما تشرّف
    بلقاء الله والوقوف بين يديه ومناجاته ، لتتصاغر أمام عينيه كل الأهوال
    التي عايشها ، وكل المصاعب التي مرّت به ، وهناك أوحى الله إلى عبده ما
    أوحى ، وكان مما أعطاه خواتيم سورة البقرة ، وغفران كبائر الذنوب لأهل
    التوحيد الذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك ، ثم فَرَض عليه وعلى أمّته خمسين
    صلاة في اليوم والليلة .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    وعندما انتهى – صلى الله عليه وسلم – من اللقاء الإلهيّ مرّ في طريقه بموسى
    عليه السلام ، فلما رآه سأله : ( بم أمرك ؟ ) ، فقال له : ( بخمسين صلاة
    كل يوم ) ، فقال موسى عليه السلام : ( أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ،
    وإني والله قد جربت الناس قبلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ) ، فعاد
    النبي صلى الله عليه وسلم – إلى ربّه يستأذنه في التخفيف فأسقط عنه بعض
    الصلوات ، فرجع إلى موسى عليه السلام وأخبره ، فأشار عليه بالعودة وطلب
    التخفيف مرّةً أخرى ، وتكرّر المشهد عدّة مرّات حتى وصل العدد إلى خمس
    صلواتٍ في اليوم والليلة ، واستحى النبي – صلى الله عليه وسلّم أن يسأل
    ربّه أكثر من ذلك ، ثم أمضى الله عزّ وجل الأمر بهذه الصلوات وجعلها بأجر
    خمسين صلاة .


    وقد شاهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرحلة الجنّة ونعيمها ،
    وأراه جبريل عليه السلام الكوثر ، وهو نهرٌ أعطاه الله لنبيّه إكراماً له ،
    حافّتاه والحصى الذي في قعره من اللؤلؤ ، وتربته من المسك ،

    وكان عليه الصلاة والسلام كلما مرّ بملأ من الملائكة قالوا له : " يا محمد ، مر أمتك بالحجامة " .


    وفي المقابل ، وقف النبي – صلى الله عليه وسلم – على أحوال الذين يعذّبون
    في نار جهنّم ، فرأى أقواماً لهم أظفار من نحاس يجرحون بها وجوههم وصدورهم ،
    فسأل جبريل عنهم فقال : " هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في
    أعراضهم " ، ورأى أيضاً أقواماً تقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار ،
    فقال له جبريل عليه السلام : " هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا ، كانوا
    يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ، أفلا يعقلون ؟ " .


    ورأى شجرة الزّقوم التي وصفها الله تعالى بقوله : { والشجرة الملعونة في
    القرآن } ( الإسراء : 60 ) ، وقوله : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ،
    طلعها كأنه رءوس الشياطين } ( الصافات : 64 – 65 ) .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    ورأى مالكاً خازن النار ، ورأى المرأة المؤمنة التي كانت تمشط شعر ابنة
    فرعون ، ورفضت أن تكفر بالله فأحرقها فرعون بالنار ، ورأى الدجّال على
    صورته ، أجعد الشعر ، أعور العين ، عظيم الجثّة ، أحمر البشرة ، مكتوب بين
    عينيه " كافر " .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    وفي تلك الرحلة جاءه جبريل عليه السلام بثلاثة آنية ،
    الأوّل مملوء بالخمر ، والثاني بالعسل ، والثالث باللبن ، فاختار النبي –
    صلى الله عليه وسلم – إناء اللبن فأصاب الفطرة ، ولهذا قال له جبريل عليه
    السلام : " أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " رواه البخاري .


    وبعد هذه المشاهدات ، عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى مكّة ، وأدرك
    أن ما شاهده من عجائب ، وما وقف عليه من مشاهد ، لن تتقبّله عقول أهل الكفر
    والعناد ، فأصبح مهموماً حزيناً ، ولما رآه أبوجهل على تلك الحال جاءه
    وجلس عنده ثم سأله عن حاله ، فأخبره النبي – صلى الله عليه وسلم – برحلته
    في تلك الليلة ، ورأى أبو جهل في قصّته فرصةً للسخرية والاستهزاء ، فقال له
    : " أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني ؟ " ، فقال له النبي – صلى
    الله عليه وسلم – : ( نعم ) ، فانطلق أبو جهل ينادي بالناس ليسمعوا هذه
    الأعجوبة ، فصاحوا متعجّبين ، ووقفوا ما بين مكذّب ومشكّك ، وارتدّ أناسٌ
    ممن آمنوا به ولم يتمكّن الإيمان في قلوبهم ، وقام إليه أفرادٌ من أهل مكّة
    يسألونه عن وصف بيت المقدس، فشقّ ذلك على النبي – صلى الله عليه وسلم –
    لأن الوقت الذي بقي فيه هناك لم يكن كافياً لإدراك الوصف ، لكنّ الله
    سبحانه وتعالى مثّل له صورة بيت المقدس فقام يصفه بدقّة بالغة ، حتى عجب
    الناس وقالوا : " أما الوصف فقد أصاب " ، ثم قدّم النبي – صلى الله عليه
    وسلم – دليلاً آخر على صدقه ، وأخبرهم بشأن القافلة التي رآها في طريق
    عودته ووقت قدومها ، فوقع الأمر كما قال .


    وفي ذلك الوقت انطلق نفرٌ من قريش إلى أبي بكر رضي الله عنه يسألونه عن
    موقفه من الخبر ، فقال لهم : " لئن كان قال ذلك لقد صدق " ، فتعجّبوا
    وقالوا : " أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ " ،
    فقال : " نعم ؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في
    غدوة أو روحة " ، فأطلق عليه من يومها لقب " الصديق " .


    وكان في هذه المواقف المتباينة حكم إلهيّة عظيمة ، ففي تصديق أبي بكر رضي
    الله عنه إبرازٌ لأهميّة الإيمان بالغيب والتسليم له طالما صحّ فيه الخبر،
    وفي ردّة ضعفاء الإيمان تمحيصٌ للصفّ الإسلامي من شوائبه، حتى يقوم الإسلام
    على أكتاف الرّجال الذين لا تهزّهم المحن أو تزلزلهم الفتن ، وفي تكذيب
    كفار قريشٍ للنبي – صلى الله عليه وسلم – وتماديها في الطغيان والكفر
    تهيئةٌ من الله سبحانه لتسليم القيادة إلى القادمين من المدينة ، وقد تحقّق
    ذلك عندما طاف النبي – صلى الله عليه وسلم – على القبائل طلباً للنصرة ،
    فالتقى بهم وعرض عليهم الإسلام ، فبادروا إلى التصديق والإيمان ، ليكونوا
    سبباً في قيام الدولة الإسلامية وانتشار دعوتها في الجزيرة العربية .



    الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج!!! .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    اولا:

    درس في النبوات ، صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماما له دلالتان .

    هي وحدة الأنبياء في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل ،
    الأنبياء إخوة ودينهم واحد: وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا
    إله إلا أنا فاعبدون [الأنبياء:25]. وما جرى في اليهودية والنصرانية من
    الانحراف إنما هو بفعل أيديهم: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى
    المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم
    الله أنى يؤفكون [التوبة:30].

    صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماما لها دليل ولها دلالة أن
    النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا
    رسالة: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين
    [الأحزاب:40].
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    ثانيا

    درس للدعاة إلى الله تعالى

    حيث بعدما عاد النبي عليه الصلاة والسلام من رحلته الميمونة المباركة أراد
    أن يخرج للناس حتى يبلغهم فتشبثت به أم هانيء بنت أبي طالب تقول له: يا
    رسول الله إني أخشى أن يكذبك قومك فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله
    لأحدثنهموه)) ((سأخبرهم وإن كذبوني)) البداية والنهاية لابن كثير

    فهنا درس للدعاة إلى الله عز وجل أن يبلغوا أمانة الله تعالى رضي الناس أم
    غضبوا ، رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: ((ومن التمس رضا الناس بسخط
    الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس)) . رواه ابن حبان

    وإذا كان أنبياء الله عز وجل يتهمون بالكذب والسحر والجنون فليس في ذلك
    غرابة بعد ذلك أن يتهم الدعاة إلى الله في واقعنا بالتطرف بالإرهاب
    والرجعية والتأخر.

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    ثالثا

    درس في بناء الرجال والرجال لا يمكن بناؤهم إلا من خلال المواقف

    عندما تحدث النبي عليه الصلاة والسلام بأمر الإسراء والمعراج
    طفق القوم بين مصفق وبين واضع يده على رأسه تعجبا يقول ابن كثير: ((وارتد
    ناس ممن آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام)). تهذيب سيرة ابن هشام ص 94

    فالأمر يحتاج إلى يقين ، يقين بقدرة الله ويقين بصدق المصطفى عليه الصلاة
    والسلام فالمحنة تفرز حقائق الرجال أفرزت هذا النموذج الذي لم يستطع أن
    يستوعب الأمر لضعف إيمانه وأفرزت رجالا كأبي بكر الصديق : (جاءته قريش
    يقولون له انظر ما قاله صاحبك إنه يدعي أنه أتى في بيت المقدس وعاد في ليلة
    ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا فقال أبو بكر: وهو قال
    ذلك، قالوا نعم ، قال: إن كان قد قال فقد صدق). فقه السيرة للبوطي ص 147.

    إيمان ثابت إيمان لا تعبث به الدنيا ولا تزلزله الجبال إيمان قد استقام على حقيقة منهج الله عز وجل .

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    رابعا

    درس في معية الله عز وجل لأنبيائه وأوليائه

    حينما طلبت قريش من النبي عليه الصلاة والسلام أن يصف لها بيت المقدس ورسول
    الله عليه الصلاة والسلام قد جاءه ليلا ولم يكن قد رآه من قبل يقول عليه
    الصلاة والسلام: ((فأصابني كرب لم أصب بمثله قط))،

    أي أن الأمر سيفضح أي النبي عليه الصلاة والسلام سوف يتهم بالكذب ولكن حاشا
    لله أن يترك أولياءه يقول عليه الصلاة والسلام : فجلى الله لي بيت المقدس
    فصرت أنظر إليه وأصفه لهم باباً بابا وموضعاً موضعا، فقه السيرة للبوطي ص
    147 .

    إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد [غافر:51]. فجلى الله: أي فكشف الله .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    خامسا

    درس لكل صاحب هم لكل صاحب قلب مكلوم ألا يلتفت قلبه إلا إلى الله عز وجل

    رسول الله عليه الصلاة والسلام رجل واحد يحمل هم الدنيا كلها رجل واحد يحمل
    أمانة تنوء بها الجبال ماتت زوجه خديجة التي كان يأوي إليها عند تعبه مات
    عمه أبو طالب الذي كان يحميه كان يبحث عن رجال صدق يعينونه في تبليغ أمر
    دعوة الله عز وجل ذهب إلى ثقيف ولكنها ردته رداً سيئا وأغرت به السفهاء
    فضربوه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفتان

    ويأتي حادث الإسراء والمعراج إيناسا للمصطفى عليه الصلاة والسلام وإعلاما للنبي عليه الصلاة والسلام ولسان الحال يقول :

    إن كان أهل الأرض لم يعرفوا قدرك فإن أهل السماء قد عرفوك

    فأنت أنت إمام المرسلين وأنت أنت حبيب رب العالمين

    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    سادسا

    درس في الجهاد

    حيث رأى النبي عليه الصلاة والسلام البيت المعمور وهو بمنزلة الكعبة في
    السماء تحجه الملائكة هناك ((رأى النبي عليه الصلاة والسلام جند الله عز
    وجل من الملائكة يدخلون البيت المعمور في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون
    إليه إلى يوم القيامة)) رواه احمد

    ولله جنود السماوات والأرض ولا يعلم جنود ربك إلا هو . فلماذا إذاً فرض
    الله علينا الجهاد؟ وهو القادر بكلمة كن فيمكن أن يبدل الحال غير الحال
    ولله عز وجل جنود الأرض والسماء ؟ يريد الله تعالى ألا يتنزل نصره على
    تنابلة كسالى يبخلون على الله بأنفسهم إن الله تعالى يحب أن يرى الدماء
    تسيل لأجله ويحب الله تعالى أن يرى الأموال تبذل لأجله

    وهذا عبد الله بن جحش في غزوة أحد رفع يده بدعاء. وتأمل في دعائه يقول:
    ((اللهم إنك تعلم أنه حضر ما أرى (أي من التقاء الجيشين) فأسألك ربي أن
    تبعث إلي رجلا كافرا صنديدا قويا يقتلني ويجدع أنفي وأذني ويضعها في خيط
    (زيادة في النكال والتمثيل) ثم آتيك ربي بدمي فتقول: فيما ذاك يا عبد الله؟
    فأقول: فيك يا رب ، فيك يا رب قد تمزق جسدي وسال دمي ))فقه السيرة للغزالي
    ص 282

    أمنية يتمناها المسلم عند الله عز وجل: (( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)) رواه مسلم

    فنسأل الله الشهادة .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868

    سابعا

    درس في الصحوة الإسلامية

    تأمل العلماء الربط بين إسراء النبي عليه الصلاة والسلام من مكة البيت
    الحرام إلى بيت المقدس فذكروا أن مكة هي رمز للإسلام لدين الله عز وجل وبيت
    المقدس هو رمز لحال المسلمين

    فما يجري في تلك الأرض هي علامة صحوة المسلمين أو غفلتهم وجذوة الجهاد التي
    انطلقت من هناك دليل على أن أمر الغيرة ما زال في الأمة وأنه مازال فيها
    جيل وأن مازالت فيها الرغبة في أن تعود إلى الله عز وجل أن تعود إلى زعامة
    محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وبيت الله عز وجل لا يتحرر إلا على
    أيد متوضأة طاهرة كريمة .
    الأسراء والمعراج 95011459712531339868
    أما الأيدي التي يحمل أصحابها أفكارا منحرفة وعقائد فاسدة وعلمانية كافرة
    مثل هذه الأيدي لا يبارك الله فيها وحاشى لله أن يكتب لها النصر والتأييد
    مصداقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لتقاتلن اليهود فيختبأ اليهودي
    وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي
    ورائي تعال فاقتله)) رواه مسلم


    الأسراء والمعراج Divide10


    الأسراء والمعراج 32225704448646976414
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    mody

    مُساهمة 2011-08-24, 9:13 am من طرف mody

    الأسراء والمعراج 2092848969
    وعد العمر

    مُساهمة 2011-08-29, 12:51 am من طرف وعد العمر

    موضوع جميل بس يستحسن المواضيع تكون مختصره شويه بشكرك يازهرة

    6y

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-22, 1:20 am