......... مَنْ الأدرى..؟
*
قُل لِلراحِلينَ عَنّيَ , عَيْنيَ ماذاقَتْ الكَرى
بالبُعدِ عَنهُمُ فَحُبّهُمُ معَ الدَّم سَرى
*
ذاكَ لأني فَطَمتُ قلبيَ على حُبِّهم
فلَنْ يَنبِض بالحُبّ لِغَيرِهِم مِنْ الوَرى
*
وقُلْ لَهُم قَلبيَ يَتَفَطَّرُ شَوقاً إلَيهم
وجَمر الإشتياق مُتَوَّهِجَاً بالحَشى يَكادُ يُرى
*
كُلَّما خَبَى أذكَتهُ نَسمَةً مِنْ هَواهُم
فَتُثيرُ اللواعِج بينَ الضّلوع تارَّةً أُخرى
*
فَهَلْ يا تُرى مَرَّ طَيفيَ بضَمائِرِهِم
أَمْ أنَّهُم نَسوا العّهدَ ؟ مَنْ الأدرى ..؟
*
حَريٌّ بِهِم يَصونوا العَهدَ كَما عَهدناهُم
فَهُمُ أهل المَكارِم وهُمُ بالوَفاء الأحرى
*
قَد زادَني فَرطَ حُبّهُم وفاءً لَهُم
حتى أصبَحَ قَلبيَ ونَبضَهُ لَدَيْهِم أسرى
*
ومَهما طالَ أَمَد النَّوى بَيني وبَينهم
سَيَبقى قَلبيَ مُتَمَسِّكاً بِهِم بأَوثَقِ العُرى
*
يَسأَلني الصَّبرُ مُتَحَيّرَاً مِنْ وفائيَ لَهُمُ
مارأى الصَّبر وفاءً كَوفائيَ عانَقَ الذُّرى
*
فَأُجيبهُ لاتَعجَب يا صَبرُ فَإنّي سَألتَقيهم
طالَما جَعَلَ اللهُ مع العُسـرِ يُسـرى
*
أسأَلُ عَنهُمُ البَدو والحَضَر إنسهُم وجِنَّهُم
لَعَلّيَ أَعلَم مَكانهم بِالمَدائنِ أو القُـرى
*
لِأَبُلّ إشتياقي ولو بِنَظرَةٍ مِنْ طَرفِهِم
قَبلَ أنْ يُداهِمني الرَّدى ويُواريني الثَّرى
*
ألا لَيتَ شِعري ولو بالأضغاثِ ألتَقيهم
لِيبقى ذاكَ الحُلُم بقلبي أَعَـزّ ذِكرى
*
يا لَيلُ بَلِّغْهُم سَلاميَ وقُلْ لَـهُم
القَلب يَعشَقهُم والعين غَيرهُم ما تَرى
*
وإنْ تَذّكَّروني وسَأَلوكَ ذاتَ يَومٍ فَخَبِّرهُم
بِما رَأيْتَ ولايَكُنْ جَوابَكَ لَنْ أرى
*
ويا قَلبيَ؟ تَجَلَّد بالصَّبرِ على فِراقِهِم
فَمَنْ تَجَلَّدَ بالصَّبرِ قَد فازَ بالبُشرى
*
قَدْ شَغَفوكَ حُبَّاً وهيهاتَ أَنْ تَنساهُم
فَكيفَ تَنسى مَنْ حُبّهُم بِشِـريانِكَ جَرى
..........................................بقلمي/ اسيد حضير.. الخميس 19 آذار 2020 الساعة 11:45 مساءً
٣
لا يوجد حالياً أي تعليق