قصة قصيرة
الحب المجهول ..
ساعات قضيتها في سيارتي .. أرقب مدخل منزل ضالتي .. بعد أحداث بحث ، قررت أن أقوم بها ، وكأني أعيد أمجاد شرلوك هولمز أو أرسين لوبين .. !!
فقد عرفت أخيرا مقر فاتنتي باﻹسكندرية .. وعرفت والدها وإخوتها من بعيد .. ولكنني لم أشاهد سوى صورتها التي حصلت عليها طوعا أثناء حواراتي معها طوال سني معرفتي بها عن طريق الفيس بوك .. وقد ترعرعت هذه العﻻقة حتى أصبحت قصة حب عنيف ..
ساعات طوال نقضيها ليﻻ نتناول اﻷحاديث بﻻ تجاوز للحدود .. فأعجبني فيها العفة والثقة في نفسها وحبها لوالدها واخوتها ..
تحادثنا طويﻻ عن مستقبلنا في حالة زواجنا فأعجبتني حكمتها وبعد نظرها في كل ما يتعلق بمستقبل حياتنا معا .. فكنت سعيدا بها ، أتمنى أن تكتمل هذه الصورة الوردية لتكون على أرض الواقع حقيقة ماثلة ..
قطعت أفكاري أصوات المطر المنهمر على السيارة .. وضعف الرؤية خلف زجاجها .. من شدة هطول اﻷمطار بالخارج وشدة كثافة بخار الماء عليه من الداخل .. فلم أعد أرى شيئا بوضوح سوى أنوار غير محددة المعالم تمتد بالشارع الطويل الخالي من المارة ..
نظرت إلى الساعة الرقمية بتابلوه السيارة .. فوجدتها اقتربت من التاسعة مساء .. ساعة الصفر التي حددتها .. لكي أبدأ غزوتي .. وأتم ما جئت من أجله .. فحزمت أمري ووضعت معطفي على رأسي .. وخرجت من السيارة بسرعة وبيدي باقة الورد التي اشتريتها من محل الورود بنفس الشارع .. متجها الى مدخل العمارة ﻷحتمي فيه من المطر الغزير .. توقفت داخله أنفض المياه العالقة بمﻻبسي .. ثم وضعت معطفي على ساعدي ممسكا بباقة الورد المبللة بماء المطر الذي زادها نضارة وبهاء .. متجها بثقة بالغة الى المصعد ﻷصل إلى الدور الثالث .. وأضع إصبعي على جرس الباب ..
أصابتني حالة من القلق .. ولكنني تماسكت تماما .. حيث فتح الباب ، وطلت من ورائه فاتنتي .. والتي أراها ﻷول مرة .. فوقفت تنظر نحوي بدهشة للحظات .. ولم تنطق بكلمة .. ولكنها تركت الباب مفتوحا ودخلت مسرعة ، وتركتني مشدوها ﻻ أعرف ماذا أفعل .. !!
لحظات .. وشاهدت أباها قد مد يده لي مرحبا ومشجعا لي للدخول .. فعرفته فورا .. وقدمت له نفسي ورغبتي في الحديث معه .. اصطحبني الى الصالون .. وجلسنا سويا .. فشرحت له مقصدي وهدفي .. فوجدته يعرف عني كل شئ .. وقال :
- هل عرفت كل شئ عن ابنتي ؟
- نعم .. كل شئ ..
- ولكن يوجد شئ واحد أريد أن تعرفه .. !!
- وما هو ؟!
- ابنتي .. خرساء .. !!
توقفت عن التفكير .. وأحسست بدمائي تتسلل من عروقي .. وبأنني تائه بأفكاري .. وﻻ أدري ما أقول من هول المفاجأة .. فأردت أن أتكلم .. فأشار لي بعدم الكﻻم .. ونظر ناحية باب الغرفة .. فنظرت معه .. ﻷجد غادة من مملكة الجمال .. أجمل مما كنت أتصور .. فلم أعد أعرف ماذا أريد أن أفعل أو أقول ..
فتحت فمي ﻷتكلم .. فخرج من فمي كﻻم .. لم أعرفه .. ولم أسمعه .. ولم أشعر به من قبل .. !!
( بقلمي : مصطفى العيادي
لا يوجد حالياً أي تعليق