مملكة الشعر
حسن إبراهيم حسن الأفندي
أيا أميرة كم مرٍّ بأشجان ... وكم أحدث نفسي بعض أحيان
كأن شيطان شعري بات يأسرني ... أعوذ بالله من إنس ومن جان
وقتي يمزقني ما بت أعرفه ... من أين جاء بآلام وأحزان
فلا بلاد لنا قد عدت آلفها ... ولا قريضي أجاد الوصف أرضاني
أما قرأت لشعري كله أسف ... خوفا من العمر يرميني بأكفان
أبعد سبعين ماذا يرتجي وجِل ... وكم أحب جمالا جدَّ فتان
لئن مضيت عن الدنيا وزخرفها ... فهل لشعري إذا ما مت أحياني
به أضيق ولا أنفك أكتبه ... شر الدواء لداء عذب ألحان
هل نائح الطلح يشفي في معالجة ... لمن يصارع من أدواء إذعان
شر البلية أن تحيا بلا أمل ... وحب دنياي يغري بي فأبكاني
كم قلت شعرا وما أبقيت قافية ... لكنها أخذت عمري لنقصان
ما كان لي في بلاط الشعر مملكة ... ولا حسبت لها تبقى لأزمان
هل قلت في زخم شعرا يخلدني ... كم قال قبلي جميلا حلو أوزان ؟
حا ولت لكنني ما زلت في فشلي ... ما أبعد الشعر عن صدري ووجداني
قلبي يحاول شعرا لا يطاوعه ... فما علي إذا ما الشعر أشجاني
لن أكتب الشعر بعد اليوم سيدتي ... إلا سموما لها عضٌ بأسنان
لا ألعبنَّ مع المختال لعبته ... ولا أعيش نفاق المجرم الجاني
لا يوجد حالياً أي تعليق