..............حُوريات الصّباح..............
تغيّرت الأشياء
ولم يتغيّر شيئ
سنابل الأمل تناثرت في مناجل السّراب
السكينة غُرقت في التّيه بلا هُدى
مُخلِّفة وراءها فراغاً
وهدوءاً حزيناً
التراتيل الآتية من عُمق المآسي
تراكمت كأمواج الحنايا
وتوارت بريح الزّوال
النهار توارى في رتابةٍ مُقلقة
واستكان في عمق الغروب
وغابت الظّلال الوارفة
في بوادي التوحّش والنسيان
لا صوت ، لا حياة
لا أرض ، لا سماء
ضيّعت وجهتي
ومساراتي الذهبية
تشبّثت بغيمة التماهي
مشيتُ وسط الضباب الكثيف
أسير وراء شيئٌ مُبهم القسمات
كل شيئ أراه غامضاً
وهلامِيّاً
ولست بقادِرٍ على تغير بوصلتي
او تغير مسارات الأقدار
أتدحرَجُ وحيداً في الفراغ
كريشة أعتدّت التسلّق في مهب الريح
تتقاذفها الرياح يميناً ويسرة
وعلى حافة ضوء الشوارع
المُكتظّة بالزنابق الخرافية
والمُجرّدة من الجمال
أنطفأت الإبتسامات
أُناسٌ يتناحرون
وآخرون ينتحرون
كلٌّ يسير إلى حتفه
تارة بإسم الدين
وأخرى بإسم السياسة
أجنحة الفراشات
المُحملّة بقبلات السلام
تكسّرت تحت سُيوف الفوضى
ومجنزرات الدبابات
تعزف قِيثارة الصباح بصمت
والألحان المأساويّة
تبحث عن وجهها
تحت مغيب الضفائر
وحده القمر ..........
الشاحب مثل وجهي
جالسٌ على صفيح الجمر
يغوص في غابات العُتمة
يجرُّ خلفه أضغاث أحلام
ونجوم باهِتة ، وهزيلة
تُنير الحياة
وتمنح الأرض معاني التفاؤل
وتنعشها بأغنية الصباح
ترأف لضحايا الأرض
تُراقب تحركات الطُّغاة
واقفةً على رصيف السماء
تتوجّسالشوارع الصاخِبة
والمزدحمة كالمرايا المُبعثَرة
وتنام بمعزلٍ
عن المهزلة الدامية لبني البشر
الأمل عند أطراف الغسق وحيداً ،
لا يزال ينتظر
ميلاد حوريات الصباح
......
بقلم الشاعر
جمال العامري 22/ 12/2014م
لا يوجد حالياً أي تعليق