………………السُّفن التائِهة…………………
هُنا .. حيث النّهارُ مُلغّم بالضّجيج
شُخوصٍ مَزْجَةَ الأطوارِ
وحُبٍّ فقير
يُحدِّقُ في قسماتي الضّامِرة
أمشي حذوِ نفسي
على مركبش الليل المهموم
بخيلاء تُخالجني الرّهبة
يتناوشني وحشة المكان
أشقُّ عنان السماء
خائفاً من غُموضِ النّهارِ
وسطوة الجبابِرة
تسعة أعوام معروقة ،
سُلِخَتْ من عُمري
شيّعتني خارِج اسوار الزّمن
لم ألقَ فيها سِوى الألم
الأمل توارى ،
والغَبَشْ تكظّى خلف الغيوم
الليل مُعتكِر
مُمتلئ بالسّواد
والقمر في السماء
يُهدي السُّفنِ التائهة
الخريف لم يزل
جاثِماً فوق صدرِ الرّبيع
أغتال مواريث الطّبيعة
ينحت الغيداء بأنيابِه الباتِرة
المسامات تُدغدِغ أشرعتي المُتأرجِحة
دمعي ينوب عن الأنواء
ممزوجاً بندى الورد
يرسم في وجنتيّ خريطة الوجد
الغيثُ عمّ كل البلاد
إلا بلادي لم تزل
عِند تخوم البراري
تُغيم في الشتاء
يضرِمُها الرّدى والعواصف
والأقاحي جاذِرَةْ
الأشجار السّامِقة تعرّتْ
وذوَتْ أوراقها الوارِفةِ
تحت سقعَ الصّقيع
وذُبِلتْ أزهارها الفاغِية
أرهقني التُّجوال في مِعراج الدُّروبِ
التائهة خلف جِدار العُمر البائس
أمضي في الغِيم
أُسبحُ كالأعمى
الذي يغزو الهواء بيديه
نحو مُستقبلٍ مجهول
غير آبه لعواء الذّئاب
والليالي القاتِرة
المسافات تنأى
وتأنى الإقتراب
يرتمي الأسى في حضني الأجَشْ
وفيه تستريح عبراتي
من بُؤس الرثاثةِ عابِرة
هؤلاء الكادِحين ،
يفترشون الأرض ،
ويلتحفون السماء
يتأوهون من وطئة الزمن الجديب
سقطوا على حافة الطّريق
لم يشفع لهم الموت
من اكمال تاريخهم ،
المُبلّل بالمعانآةِ
مُستسلِمين لتداعيات البرابِرة
بقلم
…..جمال العامري
05 / 05 /2015م
لا يوجد حالياً أي تعليق