أعلم سيدي أن نقطة الحبر ، حين تسقط فوق السطر ، و بمجهر تقترب منها ، لتحليلها والتعرف على أسرارها ، وكشف خبايها ، والتغلغل في خطوطها ، عورة قيد التقيد والتكميم ، لمن لا يملك ثقافة الفكر ، هي قضبان بدون سجن ، لكل لفظ حر ، هي عباءة لرجل دين لا يفقه شيء ، هي دعوة مستترة لخدش حياء ، هي فكر مكبل بكل نوع من أنواع الجهل ومستتر خلف حاجز النبلاء ، سيدي بعض الكلمات تولد ألف فكرة ، وحده الفكر الحر من يرتجل حرف ، رداء وقوقعة الأذهان لا ترقى لعلاء ، بعض العثرات أبواب لقاء ، بعثرة الحلم ، وهج الفجر ، مطرقة الباب ، الزائر المتخفي ، واقع أم وهم ، الخشب يآن من لمسة يد ، مرتبك القلب ، شهقات الروح ، تتوالى لزهد ، مسافات الشوق ، تتلف احداق ، من شدة سهد ، أغلق نوافذ ، تأتي برياح ، لوحة دون رسم ، منقوشة بعناء ، أحجار نحتت ، من أجل بقاء ، فقط لفكر حر لا يرتدي رداء الرياء .
#وسام_القاضي
لا يوجد حالياً أي تعليق